قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ١٧٧
والمعصية وعلى الفسق، بل على الردة وله كتاب في الإجماع يطعن فيه في أدلة الفقهاء ويقول: إنها ألفاظ غير صريحة في كون الإجماع حجة نحو قوله تعالى:
(جعلناكم أمة وسطا) وقوله تعالى: (وكنتم خير أمة) وقوله تعالى: (ويتبع غير سبيل المؤمنين) وأما الخبر الذي صورته " لا تجتمع أمتي على الخطأ " فخبر واحد قال: وأمثل دليل للفقهاء قولهم: إن الهمم المختلفة والآراء المتباينة إذا كان أربابها كثيرة عظيمة يستحيل اجتماعهم على الضلال، وهذا باطل باليهود والنصارى وغيرهم من فرق الضلال (1).
قلت: وما قاله في الإجماع عين الحق من عدم دلالة الآيات وعدم صحة ما نقلوا من الروايات، وأما المتمسك الأخير فأجاب عنه النظام نقضا، ويمكن الجواب عنه حلا بأنه في كبراه صحيح، وأين صغراه في مدعاهم في بيعة أبي بكر؟
فإنما الأصل فيها اتفاق عمر وأبي عبيدة، وإلا فهو من المحالات العادية، وقد اعترف فاروقهم " بأن بيعة أبي بكر كانت فلتة " ووجهها معلوم من اشتغال أهل البيت (عليهم السلام) بتجهيز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحسد بشير بن سعد لسعد بن عبادة ورقابة الأوس مع الخزرج، وميل المؤلفة والمنافقين لتقدم أمر أبي بكر ليصيروا ذوي حظ إلى غير ذلك، ولكونها فلتة اجتمعت أسبابها، قال عمر: فمن عاد لمثلها فاقتلوه.
وروى أمالي الشيخ في مجلسه 24 مسندا عن الجاحظ قال: سمعت النظام يقول: علي بن أبي طالب (عليه السلام) محنة على المتكلم، إن وفاه حقه غلا وإن بخسه حقه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي (2).
[421] النعمة أو نعمة الله هو " محمد بن الحسن بن إسحاق الموسوي " المتقدم، الذي ألف الصدوق له الفقيه.

(١) شرح نهج البلاغة: ٢٠ / 33.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 201.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 181 182 183 ... » »»
الفهرست