قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ١٦٦
يكون داعيا لغيره كما أن الآمر إنما يكون آمرا لغيره، وإذا لم يدع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غيره ثبت أنه (عليه السلام) نفسه التي عناها في كتابه في تنزيله، فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال (1).
وقالوا: تنبأ رجل على عهد هارون فأتى به إليه، فأمر بأن يجلدوه فجلدوه وهو يصيح ويضطرب فقال له المأمون وهو ابن تسع سنين: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) فتعجب هارون من حسن اقتباسه.
وقال له أبوه يوما: يا ابن الزانية: فقال: (والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك)!!
وروى العيون في بابه 34 عن الفضل بن شاذان بطريقين: " الأول عن ابن عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عنه، والآخر عن الحاكم جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمه محمد بن شاذان، عنه أن المأمون سأل الرضا (عليه السلام) أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الاختصار، فكتب (عليه السلام) له: محض الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله (إلى أن قال) " أن الدليل بعد النبي (صلى الله عليه وآله) والحجة على المؤمنين والقائم بأمر المسلمين والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته ووصيه ووليه والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى " علي بن أبي طالب " أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأفضل الوصيين ووارث علم النبيين والمرسلين، وبعده الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي باقر علم النبيين، ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين، أشهد لهم بالوصية والإمامة، وأن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان... الخبر بطوله في أصول الإسلام وفروعه (2).

(١) الفصول المختارة (من العيون والمحاسن): 17.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 121، ب 35 ح 1 و 3.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست