شد الله به أزري وأشركه في أمري كي نسبح الله كثيرا ونذكره كثيرا، فهل يقدر أحد أن يدخل في هذا شيئا غير هذا ولم يكن ليبطل قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يكون لا معنى له.
فطال المجلس وارتفع النهار، فقال يحيى بن أكثم القاضي للمأمون: " قد أوضحت الحق لمن أراد الله به الخير وأثبت ما لا يقدر أحد أن يدفعه " قال إسحاق: فأقبل المأمون علينا وقال: ما تقولون؟ فقلنا: " كلنا نقول بقول الخليفة " فقال المأمون: والله! لولا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: اقبلوا القول من الناس ما كنت لأقبل منكم القول، ثم قال: اللهم قد نصحت لهم اللهم إني أخرجت الأمر من عنقي، اللهم إني أدينك بالتقرب إليك بحب علي وولايته (1).
ورواه العيون مع زيادات قبله برد المأمون أخبار أهل حديثهم، وزيادات بعده برد متكلميهم (2).
وروى العيون مسندا عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما على رأس المأمون فقال: أتدرون من علمني التشيع؟ فقال القوم جميعا: لا والله ما نعلم، قال: علمنيه الرشيد، قيل له: وكيف والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟ قال: كان يقتلهم على الملك لأن الملك عقيم، ولقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال: لا يدخلن علي رجل من أهل المدينة ومكة من أبناء المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلا نسب نفسه، وكان الرجل إذا دخل عليه قال: أنا فلان بن فلان حتى ينتهي إلى جده من هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري، فيصله من المال بخمسة آلاف دينار وما دونها إلى مائتي دينار على قدر شرفه وهجرة آبائه، فإذا أنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال:
على الباب رجل يزعم أنه " موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي