قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٥٤٩
لأبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة ففقدني أياما، ثم إني جئت إليه فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون، فقلت: ولد لي غلام، فقال: بارك الله فيك، فما سميته؟ قلت: سميته " محمدا " فأقبل بخده نحو الأرض (إلى أن قال) ثم قال: عققت عنه؟ (إلى أن قال) فذهبت لأقوم، فقال لي: كما أنت يا أبا هارون، فجاءني مصادف بثلاثة دنانير فوضعها في يدي، فقال يا أبا هارون، إذهب فاشتر كبشين واستسمن هما واذبحهما وكل وأطعم (1).
بل الظاهر اتحادهما - أي أبو هارون المكفوف وأبو هارون مولى آل جعدة - مع " أبي هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) " المتقدم، لعدم المنافاة بين العنوانين، وخبر ذاك اشتمل على أنه كان منقطعا إلى الباقر والصادق (عليهما السلام) وخبرا باب " تزويج العبد " وباب " العقيقة " - المتقدمان - يصدقان معنى انقطاعه إليهما (عليهما السلام) من إعطاء الصادق (عليه السلام) إياه ما يشتري عبدا له وأمة له يزوجها منه، وما يشتري به كبشين لعقيقته وإن جعلهما الكشي تحت عنوانين وتبعه الشيخ في رجاله، والظاهر أن الباعث له على ما فعل أنه رأى " أبا هارون المنقطع إليهما (عليهما السلام) " ممدوحا في خبره و " أبا هارون المكفوف " مذموما في ذاك الخبر، إلا أنه بعد ورود خبري الكافي في مدح المكفوف يحمل ذاك الخبر على ما يحمل أخبار قدح وردت في الأجلة، كزرارة وغيره.
وروى كامل ابن قولويه عن أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: أنشدني (إلى أن قال) فقال (عليه السلام): من أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة (إلى أن قال) فأبكى واحدا فله الجنة (2).
ورواه ثواب أعمال ابن بابويه (3). ولعل الخبر من كتابه الذي قاله الشيخ في الفهرست، إلا أن الراوي في الخبر " صالح بن عقبة " لا: عبيس بن هشام.
ومما يدل على استقامته - سوى ما مر - ما رواه بدو أذان الكافي: عنه قال:

(٥٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 ... » »»