قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٧٩
وزهادهم (1). ومر في " سليمان بن صرد " نقل الجزري كونه من التوابين بعد الحسين (عليه السلام) قتل في طلب ثأره (عليه السلام) سنة 65.
أقول: وفي تاريخ اليعقوبي: أنه لما أتى عليا (عليه السلام) الخبر بأن معاوية بعث عبد الله بن مسعدة الفزاري لغارة مكة والمدينة، وجه المسيب (إلى أن قال) حتى أمكنه أخذ ابن مسعدة فجعل يتحاماه (إلى أن قال) فقال له عبد الرحمن بن شبيب:
داهنت والله! يا مسيب وغششت أمير المؤمنين (عليه السلام) وقدم المسيب فقال له علي (عليه السلام): " كنت من نصاحي ثم فعلت ما فعلت! " فحبسه أياما، ثم أطلقه وولاه قبض الصدقة بالكوفة (2).
وأقول: وجه غشه أن ابن مسعدة كان من قومه.
ورواه الطبري وقال: وجه معاوية في سنة 39 عبد الله بن مسعدة الفزاري (إلى أن قال) وحمل المسيب على ابن مسعدة فضربه ثلاث ضربات، كل ذلك لا يلتمس قتله ويقول له: النجاء النجاء! (إلى أن قال) - بعد ذكر حصر المسيب له ولقومه في حصن وإلقائه الحطب على بابه وإلقاء النيران في الحطب - أشرفوا على المسيب فقالوا له: قومك قومك! فكره هلاكهم، فأمر بالنار فأطفئت، فخرجوا ليلا إلى الشام، فقال له عبد الرحمن بن شبيب: سربنا في طلبهم، فأبى المسيب فقال له:
غششت أمير المؤمنين (عليه السلام) وداهنت (3).
هذا، وقال ابن حجر: نجبة بفتح النون والجيم والموحدة.
وفي الطبري: قال محمد بن بشر الهمداني: اجتمعت الشيعة في منزل سليمان ابن صرد، فقال لهم: إن معاوية قد هلك، وإن حسينا (عليه السلام) قد تقبض على القوم بيعته، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه.
قالوا: لا، بل نقاتل عدوه ونقتل دونه، قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا: لحسين بن علي

(١) الكشي: ٦٩.
(٢) تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٩٦ - ١٩٧.
(٣) تاريخ الطبري: ٥ / 135.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»