قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٧٤
وروى ملائكته تدخل بيوتهم (عليهم السلام) عن مسمع قال: كنت لا أزيد على أكلة بالليل والنهار، فربما استأذنت على الصادق (عليه السلام) وأجد المائدة قد رفعت، فإذا دخلت دعا بها فأصبت معه من الطعام ولا أتأذى بذلك (1).
وروى أرضه كلها للإمام (عليه السلام) عن عمرو بن يزيد قال: رأيت مسمعا بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) تلك السنة مالا، فرده (عليه السلام) فقلت له: لم رد عليك؟ فقال: إني قلت له حين حملت إليه المال: إني كنت وليت البحرين الغوص، فأصبت أربعمائة ألف درهم وقد جئتك بخمسها ثمانين ألف درهم، وكرهت أن أحبسها عنك وأن أعرض لها وهي حقك الذي جعله تعالى في أموالنا، فقال: أو مالنا من الأرض وما أخرج الله إلا الخمس؟ يا أبا سيار إن الأرض كلها لنا فما أخرج الله منها من شيء فهو لنا. فقلت له: وأنا أحمل إليك المال كله، فقال: يا أبا سيار قد طيبناه لك وأحللناك منه فضم إليك مالك (2).
وروى وديعة الفقيه عن مسمع أبي سيار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني كنت استودعت رجلا مالا فجحدنيه وحلف لي عليه، ثم إنه جاءني بعد ذلك بسنتين بالمال الذي استودعته، فقال: هذا مالك فخذه وهذه أربعة آلاف درهم ربحتها في مالك فهي لك مع مالك واجعلني في حل، فأخذت منه المال وأبيت أن آخذ الربح حتى استطلع رأيك، فقال (عليه السلام): خذ نصف الربح وأعطه النصف، فإن هذا رجل تائب والله يحب التوابين (3).
وعن مزار ابن قولويه، عن مسمع بن عبد الملك، قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أما تذكر ما صنع بالحسين (عليه السلام) قلت: بلى، قال: أتجزع؟ قلت: إي والله! وأستعبر بذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي، فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، فقال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، أما أنك سترى عند موتك حضور آبائي لك

(١) الكافي: ١ / ٣٩٣.
(٢) الكافي: ١ / ٤٠٨.
(٣) الفقيه: ٣ / 305.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»