قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٠٥
وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين (عليه السلام): معنا أنت أو علينا؟ فقلت: لا معك ولا عليك، تركت أهلي وولدي وأخاف عليهم من ابن زياد، فقال: فول هربا حتى لا ترى لنا مقتلا، والذي نفس حسين (1) بيده! لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار؛ فأقبلت هاربا في الأرض حتى خفي علي مقتله (2).
ورواه أمالي الصدوق عن هرثمة بن أبي سليم (3).
[8192] هرم بن حيان العبدي قال: مر خبر الكشي: سئل الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية؟ فقال: الربيع ابن خثيم وهرم بن حيان وأويس القرني وعامر بن قيس، وكانوا مع علي (عليه السلام) ومن أصحابه، وكانوا زهادا أتقياء (4).
وفي السير: كان هرم بن حيان صاحب أويس وأنهما أول ما التقيا، قال له هرم: السلام عليك يا أويس بن عامر، فقال: وعليك السلام يا هرم بن حيان، فقال هرم: أما أني قد عرفتك بالصفة، فكيف عرفتني؟ قال: إن أرواح المؤمنين لتشام كما تشام الخيل، فتعرف بعضها بعضا (5).
أقول: وفي الحلية، عن مالك بن دينار قال: استعمل هرم فظن أن قومه سيأتونه، فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه، فجاءه قومه يسلمون عليه من بعيد، فقال: مرحبا بقومي! ادنوا، قالوا: ما نستطيع لقد حال النار بيننا وبينك، قال:
وأنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها، نار جهنم! قال: فرجعوا (6).
وفي الاستيعاب: قال أبو عبيدة: وفي سنة ثمان عشرة حاصر هرم بن حيان

(١) في المصدر: نفس محمد.
(٢) وقعة صفين: ١٤٠.
(3) أمالي الصدوق: 117 - 118، وفيه: هرثمة بن أبي مسلم.
(4) الكشي: 97.
(5) لم نعثر عليه.
(6) حلية الأولياء: 2 / 120.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»