قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٢١٦
هذا، ونقل الجامع رواية الخيبري، عن يونس بن ظبيان ومفضل بن عمر في مولد صادق الكافي (1)، ورواية المفضل عن الخيبري ويونس بن ظبيان في صلة إمامه (2)، وجعله من الرواية المتعاكسة. لكن الظاهر صحة الأول، فروى الخيبري عن المفضل أيضا في زيادات فقه نكاح التهذيب (3).
هذا، وظاهر الشيخ - في الرجال - والنجاشي وابن الغضائري كونه من نفس جعفي، وقال المشيخة: إنه مولاهم (4).
هذا، وفي آخر تحف عقول ابن أبي شعبة الحلبي: وصية المفضل بن عمر ثقة الصادق (عليه السلام) لجماعة الشيعة: أوصيكم بتقوى الله... وذكر كلامه. واستناده في أكثر فقرات وصاياه إلى قول الصادق (عليه السلام) (إلى أن قال) ولا تبغضوا أهل الحق إذا صدعوكم به، فإن المؤمن لا يغضب من الحق إذا صدع به؛ وقال أبو عبد الله (عليه السلام) مرة: يا مفضل كم أصحابك؟ فقلت: قليل، فلما انصرفت إلى الكوفة أقبلت علي الشيعة فمزقوني كل ممزق، يأكلون لحمي ويشتمون عرضي، حتى أن بعضهم استقبلني فوثب في وجهي، وبعضهم قعد لي في سكك الكوفة يريد ضربي، ورموني بكل بهتان، حتى بلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فلما رجعت إليه في السنة الثانية كان أول ما استقبلني - بعد تسليمه - أن قال: يا مفضل ما هذا الذي بلغني أن هؤلاء يقولون لك وفيك؟ قلت: وما علي من قولهم، قال: أجل، بل ذلك عليهم، أيغضبون - بؤسا لهم - أنك قلت: إن أصحابك قليل، لا والله! ما هم لنا شيعة، ولو كانوا لنا شيعة ما غضبوا من قولك وما اشمأزوا منه، لقد وصف الله شيعتنا بغير ما هم عليه، وما شيعة جعفر إلا من كف لسانه وعمل لخالقه ورجا لسيده وخاف الله حق خيفته، ويحهم! أفيهم من صار كالحنايا من كثرة الصلاة، أو صار كالتايه من شدة الخوف، أو كالضرير من الخشوع، أو كالضني من الصيام، أو كالأخرس من طول الصمت والسكوت، أو هل فيهم من قد أدأب ليله من طول القيام وأدأب نهاره من الصيام،

(١) الكافي: ١ / ٤٧٤.
(٢) الكافي: ١ / ٥٣٧.
(٣) التهذيب: ٧ / ٤٧٠.
(٤) الفقيه: ٤ / 435.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»