قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٢١٥
الواقفة أيضا افتروا عليه: أنه روى الوقف، فنقل الغيبة عن كتاب علي بن أحمد الموسوي في نصرة الواقفة: أنه ذكر إسنادا عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن بني العباس سيعبثون بابني هذا ولن يصلوا إليه (1).
هذا، وأما الكشي فلا يعلم هل هو اختار مدحه أو القدح؟ فإنه وإن قال في رواة خبر بشير النبال المتقدم: " إنهم من الغلاة " وقال بعد خبر أسد بن أبي العلا المتقدم " أسد بن أبي العلا يروي المناكير ": لعل هذا الخبر إنما روى في حال استقامة المفضل إلا أن أخبار مدح الكشي لم تنحصر بهما وقد سكت في باقيها، مع أنه روى مضمون الأول هنا عن يونس بن ظبيان، وفي حجر بن زائدة - المتقدم - عن عبد الله بن الوليد، وروى مضمون الثاني عن موسى بن بكر.
ثم الروايات عن الصادق (عليه السلام) وإن كانت فيه مختلفة، إلا أنها عن الكاظم (عليه السلام) متفقة في مدحه، ومنها: خبراه (عليه السلام) أنه والد بعد الوالد، وخبره في ترحمه (عليه السلام) عليه وإخباره بموته، وكذا ترحم الرضا (عليه السلام) عليه في خبر محمد بن عمر بن سعيد الزيات عن محمد بن حريز، ورواه الكافي (2) والإرشاد عن محمد بن الوليد، عن يحيى بن حبيب الزيات (3).
والظاهر تحريف ما في الكشي ككثير من أخباره هنا وفي مواضع أخر.
وكتابه المعروف بتوحيد المفضل، الذي عبر عنه النجاشي بقوله: " كتاب فكر " أقوى شاهد عملي على استقامته، فإنه يقهر كل ملحد على أن يكون موحدا.
وبالجملة: الحق كون مدحه محققا وقدحه غير محقق.
هذا، وطريق النجاشي " أبي عمرو، عن الزبيري " وجدناه كما نقل. لكن الظاهر كونه محرف " أبي عمرو الزبيري " كما يشهد له باب من يجب عليه جهاد الكافي (4)، والإيمان مبثوثه (5)، والسبق إلى إيمانه (6).

(١) غيبة الطوسي: ٤٠.
(٢) الكافي: ١ / ٣٢٠.
(٣) إرشاد المفيد: ٣١٩.
(٤) الكافي: ٥ / ١٣.
(٥) الكافي: ٢ / ٣٣.
(٦) الكافي: ٢ / 40.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»