قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٢١٢
الكوفة، فنزلنا فصلينا والمفضل واقف لم ينزل يصلي، فقلنا: يا أبا عبد الله، ألا تصلي؟ فقال: صليت قبل أن أخرج من منزلي.
وعن العياشي، عن إسحاق بن محمد البصري، عن عبد الله بن القاسم، عن خالد الجوان، قال: كنت أنا والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة وقد تكلمنا في الربوبية، قال فقال: مروا إلى باب أبي عبد الله (عليه السلام) حتى نسأله، قال:
فخرج إلينا وهو يقول: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
قال الكشي: إسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع.
وذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل أنه قال: لقد قتل مع أبي إسماعيل - يعني أبا الخطاب - سبعون نبيا كلهم رأى وهلك نبينا فيه، وأن المفضل قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن اثنا عشر رجلا، قال: فجعل أبو عبد الله (عليه السلام) يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي، وقال لبعضنا: " السلام عليك يا نوح " وقال لبعضنا: " السلام عليك يا إبراهيم " وكان آخر من سلم عليه قال: " السلام عليك يا يونس " ثم قال: لا تخاير بين الأنبياء.
قال أبو عمرو الكشي: قال يحيى بن عبد الحميد الحماني - في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) - قلت لشريك: إن أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث، فقال: أخبرك القصة، كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون ويقولون: حدثنا جعفر ابن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم، وكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر، وهؤلاء مثل المفضل بن عمر، وبنان، وعمرو النبطي، وغيرهم؛ ذكروا أن جعفرا حدثهم: أن معرفة الإمام تكفي من الصلاة والصوم، وحدثهم عن أبيه، عن جده، وأنه حدثهم قبل (1) يوم القيامة وأن عليا (عليه السلام) في السحاب يطير مع الريح، وأنه كان يتكلم بعد الموت، وأنه كان

(1) في تنقيح المقال زيادة: ع ه، كذا.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»