قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٥١٩
أثيم) وقال الشاعر:
إذا أنا بالمعروف لم اثن صادقا * ولم أشتم النكس اللئيم المذمما ففيم عرفت الخير والشر باسمه * وشق لي الله المسامع والفما قال: فمن أين أنت؟ قال: من البصرة، قال: فما تقول فيها؟ قال: ماؤها اجاج وحرها عذاب، وتطيب في الوقت الذي تطيب فيه جهنم.
وقيل له: ما تقول في محمد بن مكرم والعباس بن رستم؟ فقال: هما الخمر والميسر إثمهما أكبر من نفعهما.
وقال له ابن مكرم يوما - يعرض به -: كم عدد المكدين بالبصرة؟ فقال له: مثل عدد البغائين بالبصرة.
ولما وكل موسى بن عبد الملك الإصبهاني بنجاح بن سلمة ليستأديه ما عليه من الأموال عاقبه موسى فهلك، فقال أبو العيناء: (فوكزه موسى فقضى عليه) فبلغت كلمته موسى فلقيه وقال له: أبي تولع؟ والله! لاقومنك فقال: (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس) (1).
وقال الخطيب: روى أن المتوكل قال: أشتهي أن انادم أبا العيناء لولا أنه ضرير، فقال: إن أعفاني من رؤية الأهلة ونقش الخواتيم فإنى أصلح.
وقال له المنتصر: ما أحسن الجواب! فقال: ما أسكت المبطل وحير المحق! فقال:
أحسنت والله.
وكتب إلى صديق له ولي ولاية: أما بعد، فإني لا أعظك بموعظة الله لأنك عنها غني، ولا اخوفك إياه لأنك أعلم به مني، ولكني أقول كما قال الأول:
أحاربن بدر قد وليت ولاية * فكن جرزا منها تخون وتسرق وكاثر تميما بالغنى انما الغنى * لسان به المرء الهيوبة ينطق وقال: كان لي صديق قال لي: أريد الخروج إلى فلان العامل وأحببت أن يكون معي إليه وسيلة وقد سألت من صديقه؟ فقيل لي: الجاحظ - وهو صديقك - فأحب

(1) معجم الادباء: 18 / 286 - 295.
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»