تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٤

____________________
رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام)، فقال: " هذا في الجنة، وإن من شيعته قوما يلفظون الإسلام، لهم نبز، يسمون: الرافضة. من لقيهم، فليقتلهم، فإنهم مشركون ". قال أحمد: شيعي، لم نر به بأسا. وقال ابن معين: كذاب، يشتم عثمان، قعد فوق سطح، فتناول عثمان، فقام إليه بعض أولاد موالي عثمان، فرماه، فكسر رجليه. وقال أبو داود: رافضي، يشتم أبا بكر وعمر، وفي لفظ: خبيث. وقال النسائي: ضعيف (1).
قلت: التدبر في حكايات العامة لشتم تليد بن سليمان للخلفاء، يقتضي رجوع الجميع إلى واقعة شنيعة من بعض موالي عثمان، زعما منهم أنه شتمه، وقد أشاعوها، بغضا منهم لشيعة آل محمد (عليهم السلام)، وأكبرها ممن هو معلوم الحال مع الشيعة، مثل ابن معين المعروف بالنصب لهم، ثم تبعه غيره، وكيف يتجرأ لهذه الحكاية على رمي من روى عنه معاريف أهل الحديث، بأنه كذاب، بل بنسبة الدوام إليه بقوله (كان يشتم...)، وبوضع قاعدة عامة: (إن كل من شتم أحدا من الصحابة فهو دجال، وإنه لا يكتب عنه، وإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)؟
أوليس هذه افتراءا على الله وعلى الملائكة، ومن أخبره بذلك؟ آية نزلت عليه، أو وحي أوحي إليه؟ وهلا تركوا النظر في آيات فيمن لعنة الله أو في روايات مأثورة فيمن لعنه الله ورسوله؟!
أو كيف نسوا قول عايشة في عثمان: (أقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا)، كما في الكامل لابن الأثير، والطبري، وغير ذلك (2) مما ورد في سب الصحابة بعضهم

١ - ميزان الإعتدال: ج ١ / ص ٣٥٨ / ر ١٣٣٩.
٢ - الكامل: ج ٣ / ص ١٠٥، تاريخ الطبري: ج ٥ / ص 174.
(٢٤٤)
مفاتيح البحث: كتاب تاريخ الطبري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 239 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»