تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ١٤٧

____________________
قلت: ورواه أيضا بطرق عديدة ليس فيها بكر.
ومما يوهن تضعيف النجاشي وابن الغضائري لبكر بن صالح الرازي، عدم إسنادهما تضعيفهما - وهما متأخران عن عصره - إلى رواية، أو شهادة من معاصريهما، فيظهر اجتهادهما في تضعيفه، نظرا إلى غرابة رواياته. ولكنها كما عرفت، غير غريبة على مذهب الحق وأصول الشيعة، وما تطابقت عليه القرآن ومتواتر الأخبار في أمر الولاية والإمامة والخلافة الإلهية الربانية المستمرة إلى يوم القيامة.
نعم هي غرائب بنظر العامة ومخالفي آل محمد (عليهم السلام)، ممن رأى الإمامة والخلافة بأمر من الناس ورأيهم، وأعرض عن الحق الذي نزل به القرآن والوحي من آدم إلى خاتم النبيين صلوات الله عليهم، وانقلب على عقبه الجاهلي، كما أنذر الله رب العالمين عصاة هذه الأمة بقوله عز من قال: * (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) * (1).
ثم الأعجب التضعيف واستغراب روايات رواها أعلام الإمامية وثقات رواتهم وأعيان معاصريه، أمثال أحمد بن إسحاق الأشعري، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري رئيس الإمامية في عصره، النقاد البصير بالروايات والرواة، الذي أخرج من بلدة قم من تساهل في الحديث ورواه عمن لا يعرف، فضلا عن الضعاف. وتفصيل ذكر من روى عنه في " الطبقات الكبرى " و" أخبار الرواة ".

1 -
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»