عدم الملازمة بين المعروفية والوثاقة أوضح من أن تخفى كما أشرنا...
ومنه يعرف حال القرينة الثانية المدعاة إذ أن عدم اخراجه لرواية تروى عن الشذاذ لا تعني انه أخرجها عن المعروفين. ولو سلم الفرق بين النقل والاخراج وقد عرفت أنه لا ملازمة بين المعروفية وكثرة الراوية وبين الوثاقة.
3 - ان ابن قولويه نفسه قد نقل عن الضعفاء والمجاهيل كثيرا بل انه ذكر من المرافيع والمراسيل عددا يطمئن معه بان لم يكن بصدد توثيق رواة كل من وقع في كتابه واعطاء مزيد قيمة له.
ويتعمق ويتضح الايراد من خلال وجود الضعاف المعروفين بالضعف والكذب عند الأصحاب وأرباب الرجال فإنه يبعد جدا عدم اطلاعه عليهم مع وضوح نسبة الذم لهم كما أن الدعوى المذكورة رغم محذوفية أسماء جملة من الرواة الواقعين في السند أشبه بدعوى إثبات علم الغيب لابن قولويه.
وسنذكر لك نبذة مما ورد في الكتاب كشاهد على ما ذكرناه وهي على أنحاء ثلاثة:
الأول - من ثبت فيهم الذم بشكل واضح وعلى مباني بعض أصحاب الدعوى أنفسهم منهم:
أ - عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ذكره النجاشي قائلا [كان ضعيفا غمز أصحابنا عليه وقالوا كان يضع الحديث] (1).
ب - علي بن حسان الهاشمي.. قال فيه ابن فضال [كذاب واقفي] (2) وقال فيه النجاشي [ضعيف جدا ذكره بعض أصحابنا في الغلات فاسد الاعتقاد] (3).