وكذلك فان سماع الراوي عن المعصوم بحيث اطمئن بما سمع كاف في نقله مسندا إليه مع أن كلا الموردين لا يدل على أي ملازمة للمعصوم كما هو واضح.
وثانيا - ان الملازمة لا تدل بوجه على المحبة والارتباط وكيف يتم ذلك وقد لازم النبي (صلى الله عليه وآله) في صدر الاسلام من كانوا يتربصون به وبالإسلام الدوائر. وممن سمعوا منه (صلى الله عليه وآله). نتيجة لملازمتهم له المزيد من الروايات وبين أيديهم الوحي والمعجزات والبراهين التي لا يمكن انكارها.
فهل يا ترى يلتزم بوثاقتهم لذلك.
وثالثا - ان إيداع أسرار الشريعة لا يكتشف من كثرة الرواية أو تنوعها مطلقا بل إن تنوعها الخاص أو ارتباطها ببعض العلوم التي يعلم بانسجامها مع الخطوط العامة لخط أهل البيت (عليهم السلام).
فان المعصوم كان يجلس في المساجد وغير ذلك ويفتي الناس ويحدثهم وكان يسمع منه المفتر والكذاب كما كان يسمعه الصادق والأمين.
ورابعا - ان كثرة الرواية لو دلت على الوثاقة لكان من السهل اليسير على كل مفتر وضاع ان يؤلف كتابا أو يحدث بما لا عين رأت أو أذن سمعت وبالتالي يتصف بالجلالة والوثاقة وتأخذ رواياته قيمة معتد بها.
وبعبارة أخرى ان ثبوت مروياته فرع وثاقته لا العكس.
وناهيك من الأدلة على صحة ذلك ما رواه أبو هريرة بشكل فاق زمن دهره.. وهل يقال بوثاقته بناء على ذلك.
وخامسا - انه قد ثبت في طيات الكتب الرجالية التضعيف والذم للكثير من أرباب الكتب المتعددة والمرويات الكثيرة.