الله جده (وجدد سعده وكبت عدوه وضده) ممن انقطع بكليته إلى طلب المعالي ووصل يقظة الأيام بإحياء الليالي، حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه، وحصل بفضله السبق على سائر أترابه وأقرانه، وصرف برهة من زمانه في تحصيل هذا العلم، وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم، فقرأ على هذا الضعيف وسمع كتبا كثيرة (إنتهى).
ثم إنه ذكر أنه أجاز إجازة عامة وقد رأيت نسخة التهذيب التي بخط الشيخ حسين المذكور وهي التي قابلها عند الشهيد بالنسخة التي بخط الشيخ الطوسي ورأيت مجلدين من النسخة التي بخط الشيخ الطوسي، أيضا بين كتب الشهيد الثاني وعليها خط الشيخ حسين بأنه قابل بها.
ولما مات رثاه ولده بقصيدة غراء ورثاه جماعة من الشعراء، ومن شعره قوله:
من قصيدة طويلة:
محمد المصطفى الهادي المشفع في * يوم الجزاء وخير الناس كلهم كفاك فضل كمالات خصصت بها * أخاك حتى دعوه بارئ النسم والبيض في كفه سود غوائلها * حمر غلائلها تدلي على القمم بيض متى ركعت في كفه سجدت * لها رؤس هوت من قبل للصنم ولا ألومهم إن يحسدوك فقد * جلت نعالك منهم فوق هامهم مناقب أدهشت من ليس ذا نظر * وأسمعت في الورى من كان ذا صمم من لم يكن ببني الزهراء مقتديا * فلا نصيب له في دين جدهم أقصر حسين فلا تحصى فضائلهم * لو أن في كل عضو منك ألف فم ومن قصيدة ولده يرثيه قوله:
يا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلب المعنى بعدكم واها يا ثاويا بالمصلى من قرى هجر * كسيت من حلل الرضوان أضفاها أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت * ثلاثة كن أمثالا وأشباها ثلاثة أنت أنداها وأغزرها * جودا وأعذبها طبعا وأصفاها