محمد بن علي مات؟ قال: فقلت أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتى فقيل له:
أدرك عمك. قال: فأتيته - وقد كانت أصابته غشية - فأفاق، فقال لي: إرجع إلى ضيعتك. قال: فأبيت، فقال: لترجعن، قال: فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى أتوني، فقال: أدركه، فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه، فدعا بطست وجعل يكتب وصيته فما برحت حتى غمضته وغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته، فإن كان هذا موتا فقد والله مات. قال: فقال لي رحمك الله شبه على أبيك. قال: فقلت سبحان الله أنت تصدف على قلبك. قال: فقال لي وما الصدف على القلب؟ قال: قلت الكذب.
حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي قال: حدثني سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار الذهلي، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن الصلت أبي طالب، عن حماد ابن عيسى، قال: وحدثني علي بن إسماعيل ويعقوب (ابن يزيد)، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الله بن مسكان، قال: دخل حيان السراج على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له: يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن علي بن الحنيفة؟ قال: يقولون هو حي يرزق. فقال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي أنه كان فيمن عاده في مرضه وفيمن أغمضه وفيمن أدخله حفرته وتزوج نساؤه وقسم ميراثه. قال: فقال حيان: إنما مثل محمد بن الحنيفة في هذه الأمة مثل عيسى بن مريم. فقال: ويحك يا حيان شبه على أعدائه؟ فقال:
بلى شبه على أعدائه، فقال: تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي، لا ولكنك تصدف يا حيان، وقد قال الله عز وجل في كتابه: (سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون)، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فتبت إلى الله من كلام حيان ثلاثين يوما ".