منها، والحديث نص صريح في أنه أولى بالشك (سبحانك هذا بهتان عظيم) قد انعقد الاجماع على بطلانه، وتصافق العقل والنقل على امتناعه.
وما ندري والله لم كان صلى الله عليه وآله أولى بالشك من إبراهيم " ع " مع ما آتاه الله مما لم يؤت إبراهيم وغيره من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين.
ووصية أمير المؤمنين عليه السلام انما كان الباب من مدينة علمه وانما هو منه بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بنبي، وقد قال " ع " لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا (1) فما الظن بسيد المرسلين، وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين.
(ثالثها): ان قوله: ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد تنديد بلوط ورد عليه، وتهمة له بما لا يليق بمنزلة من الله عز وجل وحاشاه أن يكون قليل الثقة بالله وانما أراد أن يستفز عشيرته وذويه، ويستظهر بفصيلته التي تؤويه نصحا منه لله عز وجل في أمر عباده بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله ان يندد بلوط أو يفند قوله ومعاذ الله أن يظن به إلا ما هو أهله ولكنه صلى الله عليه وآله انذر بكثرة الكذابة عليه.
(رابعا): ان قوله: ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي ظاهر في تفصيل يوسف على رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا خلاف ما أجمعت عليه الأمة وتواترت به الصحاح الصريحة وثبت بحكم الضرورة بين المسلمين.
فان قلت: انما كان هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله تواضعا ليوسف واعجابا بحزمه وصبره وحكمته في اثبات برائته حتى حصحص الحق قبل خروجه من السجن.