أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٨٤
* (11 - جراد الذهب المتساقط على أيوب وهو يغتسل ومعاتبة الله إياه على ما حشاه منه في ثوبه) * أخرج الشيخان بطرق متعددة (1) عن أبي هريرة مرفوعا قال: بينما أيوب يغتسل عريانا فخر عليه (2) جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه فناداه ربه ألم أكن أغنيك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك.
(قلت): لا بركن إلى هذا الحديث إلا أغشى البصيرة، مظلم الحس، فان خلق الجراد من ذهب آية من الآيات، وخوارق العادات وسنة الله عز وجل في خلقه ان لا يخلق مثلها إلا عند الضرورة كما لو توقف ثبوت النبوة عليها فتأتي حينئذ برهانا على النبوة ودليلا على الرسالة وما كان الله ليخلقها عبثا وجزافا فتخر على أيوب " ع " وهو منفرد بنفسه يغتسل عريانا كما يزعم أبو هريرة.
ولو خرت عليه فجعل يحتثي في ثوبه لكان ذلك في محله لأنها نعمة من الله خارقة لم يحتسبها فيقتضى شكرها بتعظيم شأنها وتلقيها بكل قبول ولا يحسن منه الاعراض عنها والاستخفاف بها، وقد اختصه الله فيها لان فيه من كفران النعمة ما يجب تنزيه الأنبياء عنه.
والأنبياء إذ اجمعوا المال فإنما يجمعونه لينفقوه في سبيل الله وابتغاء مرضاته وليستعينوا به على مشاريعهم الاصلاحية والله عز وجل خبير بهم عليم بنواياهم فلا يعاتبهم على جمعه ابدا.

(1) راجع من البخاري ص 42 من الجزء الأول من صحيحه قبل كتاب الحيض بأقل من صفحتين وص 60 من جزئه الثاني قبل حديث الخضر مع موسى بأقل من صفحتين.
(2) هكذا في صحيح البخاري والأصح إذ خر عليه.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»