معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن أحداهما فقالت صاحبتها: انما ذهب بابنك وقالت الأخرى: انما ذهب بابنك، فتحا كمتا إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود عليه السلام فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى، قال أبو هريرة والله ان سمعت بالسكين الا يومئذ وما كنا نقول الا المدينة اه في هذا الحديث نظر من وجوه!
(أحدهما): ان داود عليه السلام خليفة الله في أرضه، ونبيه المرسل إلى عباده وقد أمر الله ان يحكم بين الناس بالحق فقال عز من قائل (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) وقد أثنى عليه في الذكر الحكيم والفرقان العظيم فقال عز من قائل (واذكر عبدنا داود ذا الأيد انه أواب انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) إلى أن قال عز سلطانه (وان له عندنا لزلفى وحسن مآب) وقال عز وعلا (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا) فداود ممن فضله الله بزبوره فهو معصوم من الخطأ ولا سيما في القضاء والحكم بما انزل الله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون) وولده سليمان وارث علمه وحكمه، وهو نبي معصوم أيضا فكيف يقض حكم أبيه وهو أعرف الناس بعصمته؟ ولو أن حاكما في هذه الأيام من قضاة الشرع جامعا لشرائط الحكومة الشرعية حكم بين اثنين ترافعا إليه لوجب على سائر حكام الشرع اعتبار حكمه بدون توقف الا مع العلم بخطئه والخطأ هنا مأمون لوجوب عصمة الأنبياء، فلا يجوز على سليمان وهو من أنبياء الله ان ينقض حكم أبيه الذي ارتضاه الله رسولا لعباده وحاكما بينهم لان نقضه رد على الله تعالى وسوء أدب مع أبيه بل عقوق له.
(ثانيهما): ان هذا الحديث صريح يتناقض الحكمين الصادرين من هذين