أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٦٩
* (6 - طواف سليمان بمائة امرأة في ليلة) * أخرج الشيخان بالاسناد إلى أبي هريرة مرفوعا قال: قال سليمان ابن داود لأطوفن الليلة بمائة امرأة! تلد كل امرأة غلاما! يقاتل في سبيل الله! فقال له الملك: قل إن شاء الله فلم يقل! فأطاف بهن! فلم تلد منهن إلا امرأة نصف انسان! (قال أبو هريرة): قال النبي صلى الله عليه وآله لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته.
(قلت): وفي هذا أيضا نظر من وجوه: - (أحدهما): ان القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الانسان قويا، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان عليه السلام بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه ابدا.
(ثانيهما): انه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان عليه السلام أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك. وما يمنعه من قول إن شاء الله ؟ وهو من الدعاة إلى الله والأدلاء عليه، وانما يتركها الغافلون عن الله عز وجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين إنهم عليهم السلام لفوق ما يظن المخرفون.
(ثالثهما): أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى انهن مائة كما سمعت (1)، وتارة روى انهن تسعون (2)، وتارة روى انهن

(١) وقد أخرجه البخاري في باب قول الرجل: لأطوفن الليلة على نسائي في آخر ص ١٧٦ من الجزء الثالث من صحيحه في الورقة الأخيرة من كتاب النكاح، وأخرجه أحمد من حديث أبي هريرة ص 229 وص 270 من الجزء الثاني من مسنده.
(2) كما أخرجه البخاري عنه في ص 107 من الجزء الرابع من صحيحه في باب الاستثناء في الايمان من كتاب الايمان والنذور.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»