وأذاعوا السنن، ينحدر عنهم السيل، ولا ير في إليهم الطير، فكيف يمكن والحال هذه أن يكون المأثور عن أبي هريرة وحده أضعاف المأثور عنهم جميعا أفتونا يا اولي الألباب؟!.
وليس أبو هريرة كعائشة وان أكثرت أيضا، فقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل إسلام أبي هريرة بعشر سنين (1) فكانت في مهبط الوحي والتنزيل ومختلف جبرائيل وميكائيل أربعة عشر عاما، وماتت قبل موت أبي هريرة بيسير (2).
وشتان بين الصحبتين وبين الفطنتين، اما امر الصحبتين فمعلوم، واما الفطنتان فقد كان فهم عائشة يماري سمعها. وقلبها يسبق شعرا، وعن عروة ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وعن مسروق رأيت مشيخة من أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض.
على انها اضطرت إلى نشر حديثها إذ بثت دعاتها في الأمصار، وقادت إلى البصرة ذلك العسكر الجرار. ومع هذا فان جميع ما روى عنها انما هو عشرة