أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٤
وفي ختام هذه الفظائع أخذ البيعة لمعاوية من أهل الحجاز واليمن عامة (1) فعندها باح أبو هريرة بما في صدره، واستراح إلى بسر بن أرطاة بمكنون سره فوجد بسر منه اخلاصا لمعاوية، ونصحا في أخذ البيعة له من الناس. فولاه على المدينة (2) حين أنصرف عنها وامر أهلها بطاعته ولم يزل بعدها يصلى بهم ويرى لنفسه الولاية عليهم حتى جاءهم جارية بن قدامة السعدي من قبل أمير المؤمنين في الفي فارس وأبو هريرة يصلي في الناس، فهرب من وجهه، فقال جارية (3) لو وجدت أبا سنور لقتلته.
وبلغ جارية - وهو في الحجاز - استشهاد أمير المؤمنين في الكوفة فأخذ البيعة من أهل المدينة للامام السبط أبي محمد الحسن الزكي المجتبى عليه السلام ثم عاد إلى الكوفة فرجع أبو هريرة يصلي بالناس (4) واستفحل بعدها امره حيث انتهى الامر إلى معاوية.
- 7 - * على عهد معاوية * نزل أبو هريرة أيام معاوية إلى جناب مريع، وانزل آماله منه منزل صدق

(1) من أراد الوقوف على تفصيل هذه الفظائع والفجائع فعليه بص 116 حتى ص 121 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي على أن كل من ارخ حوادث سنة الأربعين ذكرها كابن جرير وابن الأثير وغيرهما وهي من القضايا الثابتة من أفعال معاوية ثبوت وقعتي الحرة والطف من ولده يزيد.
(2) كما نص عليه إبراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات، ونقله ابن أبي الحديد في أواخر صفحة: 128 من المجلد الأول من شرح النهج.
(3) كما نص عليه ابن الأثير عند ذكر سرية إلى الحجاز واليمن سنة 40 فراجع ص 153 من الجزء الثالث من تاريخه الكامل.
(4) كما في الصفحة المتقدمة الذكر من كامل ابن الأثير.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»