أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٥
لذلك نزل في كثير من الحديث على رغائبه، فحدث الناس في فضل معاوية وغير، أحاديث عجيبة.
وقد كثر وضع الحديث في تلك الدولة حسبما اقتضته دعايتها، وأوجبته سياستها في نكاية الهاشميين، وكثرت الكذابة يومئذ على رسول الله كما أنذر به صلى الله عليه وآله وتطوروا فيما اختلقوه من الحديث حسبما أوحى إليهم وكان أبو هريرة في الرعيل الأول من هؤلاء، فحدث الناس في الفضائل أحاديث منكرة، فمنها ما أخرجه ابن عساكر بطريقين ومحمد بن عائذ بطريق خامس ومحمد بن عبد السمرقندي بطريق سادس ومحمد بن مبارك الصوري بطريق سابع والخطيب البغدادي بطريق ثامن كلهم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول أن الله ائتمن على وحيه ثلاثة أنا وجبرئيل ومعاوية؟!
ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد إلى أبي هريرة قال: ناول النبي صلى الله عليه وآله معاوية سهما فقال: خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة!
ومنها: ما أخرجه أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزني في كتابه شجرة العقل - من طريقين إلى أبي هريرة قال! سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول أن لأبي بكر قبة من درة بيضاء لها أربعة أبواب تخترقها رياح الرحمة ظاهرها عفو الله وباطنها رضوان الله كلما اشتاق إلى الله انفتح له مصراع ينظر منه إلى الله عز وجل.
ومنها: ما أخرجه ابن حيان بالاسناد إلى أبي هريرة قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال: ألا أبشرك يا أبا بكر؟ ان الله تعالى يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلي لك خاصة!.
ومنها: ما أخرجه ابن حبان أيضا بالاسناد إلى أبي هريرة قال: بينا جبرئيل مع النبي صلى الله عليه وآله إذ مر بهما أبو بكر فقال جبرئيل: هذا أبو بكر الصديق قال رسول الله صلى الله عليه وآله أتعرفه يا جبرئيل؟! قال: نعم انه في السماء لأشهر منه
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»