أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٩
على علم بأن الثائرين لا يطلبون إلا عثمان ومروان. وهذا ما شجعه على أن يكون في المحصورين.
ومهما يكن فقد أختلس الرجل هذه الفرصة فربحت صفقته وراجت سلعته، وأكب بعدها بنو أمية وأولياؤهم على السماع منه. فلم يألوا جهدا في نشر حديثه، والاحتجاج به. وكان ينزل فيه على ما يرغبون.
وكان مما حدثهم به عن رسول الله صلى الله عليه وآله إن لكل نبي خليلا من أمته وان خليلي عثمان (1).
وقال (2): سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: عثمان حبي تستحي منه الملائكة.
ورووا عنه مرفوعا: لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان (3).
ورووا عنه مرفوعا أيضا: أتاني جبرئيل فقال لي: إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية الحديث (4).

(١) أهل العلم كافة متصافقون على بطلان هذا الحديث، لكن أولياء أبي هريرة يحيلون الآفة به على إسحاق بن نجيع الملطي أحد رجال سنده إلى أبي هريرة، وقد أورده الذهبي في ترجمة إسحاق من ميزان الاعتدال جازما ببطلانه (٢) فيما أخرجه ابن كثير عند ذكر فضائل عثمان في حوادث سنة ٣٥ ص ٢٠٣ من الجزء السابع من كتابه " البداية والنهاية " (3) هذا الحديث باطل بالاجماع، وأولياء أبي هريرة يحيلون الآفة فيه على عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان أحد سلسلة سنده المتصلة بأبي هريرة، وقد أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن خالد المذكور من ميزان الاعتدال وعده من منكراته.
(4) أخرجه ابن منده وقال: غريب تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني اه‍ " قلت ": وقد نقل هذا الحديث ابن حجر العسقلاني في آخر ترجمة السيدة أم كلثوم عليها السلام من الجزء الرابع من الإصابة، وذكر انه غريب، وانه تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني فراجع
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»