أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٤٥
وأمثالهم. واسترسل في خصائصه التي توجب له أسمى منازل المقربين، فانتهت الخصومة بينهما ببخوع مروان لمنزلة أبي هريرة في الاسلام، ومكانته في العلم بالسنن، يرائي الناس ببخوعه لفضل أبي هريرة ترويجا لسلعته التي كان مروان ومعاوية وبنوهما يحاربون بها الحسن والحسين وأباهما وبنيهما. وكانت من أنجح الدعايات في تلك السياسات (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون).
- 10 - * كمية حديثه * أجمع أهل الحديث - كما في ترجمته من (الإصابة) (1) وغيرها - على أنه أكثر الصحابة حديثا، وقد ضبط الجهابذة من الحفظة الاثبات حديثه، فكان خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين مسندا. وله في البخاري فقط أربعمائة وستة وأربعين حديثا (2).
وقد نظرنا في مجموع ما روى من الحديث عن الخلفاء الأربعة فوجدناه

(1) راجع السطر الأخير ص 240 من الجزء الرابع من الإصابة المطبوع في هامشها كتاب الاستيعاب.
(2) راجع من إرشاد الساري شرح أول حديث لأبي هريرة أخرجه البخاري في صحيحه وهو في باب أمور الايمان من كتاب الايمان ص 212 من الجزء الأول من الارشاد للشارح القسطلاني تجد النص ثمة على أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وآله 5374 حديثا وان له في صحيح البخاري فقط أربعمائة وستة وأربعين حديثا وضبط ابن حزم أيضا مجموع ما حدث به أبو هريرة فكان كما سمعت 5374 مسندا فراجع ص 138 من الجزء الرابع من فصل ابن حزم أثناء كلامه في وجوه المفاضلة.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»