أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٠
وقال: دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة عثمان وبيدها مشط فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من عندي آنفا رجلت شعره، فقال لي: كيف تجدين أبا عبد الله (عثمان)؟ قلت: بخير. قال أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا (1).
وربما حرف الكلم عن مواضعه، كما فعل في الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله: ستكون بعدي فتنة واختلاف. قالوا فما تأمرنا عند ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله - وقد أشار إلى علي -: عليكم بالأمير وأصحابه.
لكن أبا هريرة آثر التزلف إلى آل أبي العاص وآل معيط وآل أبي سفيان فروى لهم ان النبي صلى الله عليه وآله أشار في هذا الحديث إلى عثمان (2) وقد حفظوا له هذا الصنع. كما ستقف عليه في الفصل 8 من هذا الاملاء أن شاء الله تعالى.
- 6 - * على عهد علي * خفت صوت أبي هريرة على عهد أمير المؤمنين. واحتبى برد الخمول وكاد إن يرجع إلى سيرته الأولى. حيث كان هيان بن بيان وصلعمة بن قلعمة قعد

(١) سنورد هذا الحديث في أول الفصل ١٣ فراجعه ثمة واعجب (٢) ولذا أخرجه الحاكم عن أبي هريرة في فضائل عثمان أول ص ٩٩ من الجزء ٣ من المستدرك.
والحق يوجب ذكره في فضائل علي، نظير قول النبي صلى الله عليه وآله: تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق، وأشار إلى علي، أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة، وهو الحديث ٢٦٣٥ من الجزء ٦ من كنز العمال، وقوله صلى الله عليه وآله - ستكون بعدي فتنة فالزموا فيها علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة الحديث، أخرجه أبو أحمد وابن مندة وغيرهما عن أبي ليلى الغفاري، ونقله في ترجمة أبي ليلى كل من ابن عبد البر في استيعابه وابن حجر في اصابته وغيرهما، وقوله صلى الله عليه وآله: يا عمار إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس في واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس إنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى الحديث، أخرجه الديلمي عن كل من عمار وأبي أيوب وهو الحديث ٢٥٩ في آخر ص ١٥٥ من الجزء ٦ من كنز العمال وقوله صلى الله عليه وآله: يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق على الله جهادهم الحديث أخرجه الطبراني في الكبير عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده وهو الحديث ٢٥٨٩ من الجزء ٦ من الكنز إلى كثير من أمثال هذه النصوص التي لا يسعنا الآن استقصاؤها، وحسبك قوله صلى الله عليه وآله: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر، فقال أبو بكر انا هو؟
قال لا، قال عمر: انا هو؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل الحديث، أخرجه الحاكم في آخر ص 122 من الجزء 3 من المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته على شرطهما وأخرجه أحمد من الحديث أبي سعيد في ص 33 وص 82 من الجزء 3 من المسند ورواه الحافظ أبو نعيم في ترجمة على ص 67 من الجزء الأول من حليته وأخرجه أبو يعلى في السنن وسعيد بن منصور في سننه وهو الحديث 2585 في ص 155 من الجزء 6 من الكنز، والأحاديث في وجوب قتال الناكثين والقاسطين والمارقين متظافرة، واخباره صلى الله عليه وآله بوقوع الفتن من بعده متواترة وهي من اعلام النبوة وكلها صريح بوجوب اتباع علي، فحديث أبي هريرة الذي أخرجه الحاكم من جملتها بلا ريب، ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله لم يطلق الأمير على غير علي أبدا، اما علي فقد نال منه هذا الوسام، وحسبك قوله صلى الله عليه وآله لانس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد الوصيين، الحديث، أخرجه الحافظ الأصفهاني في ترجمة علي من الجزء الأول من حلية الأولياء، وقد أمر صلى الله عليه وآله ان يسلموا على علي بالامرة كما هو ثابت من طرق العترة الطاهرة، والمقام لا يسع التفصيل.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»