أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٩
يزر أزراره بالديباج (1) وألبسوه الكتان المشيق (2) وبنوا له القصر في العقيق (3) وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد في عنقه وأذاعوا ذكره، ونوهوا باسمه، وولوه على المدينة الطيبة مدينة النبي (4) وأنكحوه أيام ولايته عليها بسرة بنت غزوان بن جابر بن وهب المازنية أخت الأمير عتبة بن غزوان (5) وما كان ليحلم بذلك، ولا ليسنح في أمانيه، وقد كان يخدمها بطعام بطنه، ويكدح في خدمتها حافيا:

(1) هو الطيلسان الأخضر، وقيل الأسود، وقيل المقور ينسج كذلك، وفي الأساس لبسوا السيجان وهي الطيالسة المدورة الواسعة، وقد جاء في ترجمة أبي هريرة من طبقات ابن سعد عن سعيد قال: رأيت على أبي هريرة ساجا مزرورا بديباج.
(2) اخرج البخاري في صفحة 175 من الجزء الرابع من صحيحه في أواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة عن محمد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان.
(3) وفيه مات كما هو منصوص عليه في كل من إصابة ابن حجر ومعارف ابن قتيبة وطبقات ابن سعد أثناء ترجمتهم إياه.
(4) فيما أخرجه الإمام أحمد في ص 430 من الجزء الثاني من مسنده عن محمد ابن زياد وأخرجه ابن قتيبة في ترجمة أبي هريرة من معارفه عن أبي رافع. وأورده الإمام أبو جعفر الإسكافي كما في ص 359 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي طبع مصر.
(5) هو حليف بني عبد شمس الذي ولاه عمر (رض) في الفتوح فاختلط البصرة وكان أميرها، وفتح فتوحا وهو من مشاهير الصحابة والابطال مات على عهد عمر، وإنما تزوج أبو هريرة أخته بعد موته بزمان، وقد ذكر ابن حجر العسقلاني بسرة هذه في القسم الأول من الإصابة وذكر قصة أبي هريرة معها فقال: وكانت قد استأجرته في العهد النبوي ثم تزوجها بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في امرة المدينة على عهد معاوية.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»