آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب فأبطأ، فقلت: ينزع ثيابه، ثم يأمر لي بطعام، فلم أر شيئا، فلما طال على قمت فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وآله فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء (1) فقال:
آتينا بتلك القصعة. قال: فأتتنا بقصعة فيها وضر (2) من طعام أراه شعيرا قد اكل وبقى في جوانبها بعضه وهو يسير فأكلت حتى شبعت اه.
وكثيرا ما كان يصف نفسه فيقول (3): والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه من المسجد - فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر عمر بي فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر فلم يفعل. ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وآله فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي.
ثم قال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: إلحق ومضى فتبعته فدخل فأذن لي فدخلت فوجدنا لبنا في قدح، فقال صلى الله عليه وآله: من أين هذا اللبن؟ قالوا أهداه لك فلان أو فلانة، قال: أبا هر، قلت: لبيك، قال: إلحق إلى أهل الصفة فادعهم لي، قال: وأهل الصفة أضياف الاسلام لا يأوون إلى أهل ولا على أحد، وكان صلى الله عليه وآله إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا. وإذا أتته هدية أشركهم فيها، قال فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟
كنت أنا أحق ان أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاؤوا أمرني أن