الدار التي ادعاها أواخر حياته؟ في حديث حدث به في الشام عن نفسه وعن أمه إذ أسلمت بدعاء النبي صلى الله عليه وآله لها وله - فبما زعم -.
وانظر إلى احتجاجه على مستنكري حديثه تجده متعارضا متساقطا كما فصلناه في الأصل على أنه في نفسه مما تنبو عنه الاسماع لسخافته وتفيه العقول لسقمه - كما بيناه ثمة - وقد جاء فيه: ان أبا هريرة بسط نمرته لرسول الله فطفق صلى الله عليه وآله يغرف العلم بيديه فيكيله في النمرة ثم يقول ضمه يا أبا هريرة فيضمه إلى صدره فيعصم بذلك من النسيان ويكون به احفظ الصحابة وأعلمهم بالسنة.
هذه حجته على مستنكري حديثه سخره الله بها حجة لخوصمه عليه وبرهانا قاطعا على صحة ما نسبوه إليه وشوارد أحاديثه التي كان يكيلها جزافا ويحدث بها متنافرة متنا كرة كثيرة إلى الغاية لكن هذا القدر كاف لما أردناه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحسبك في أبي هريرة انه كان يحدث بما لم يره ولم يسمع ويدعي مع ذلك الرؤية والسماع كما ستسمعه في فصله الخاص به من الكتاب، واليك الآن نموذجا من ذلك تقيس عليه ما سواه.
قال أبو هريرة فيما صح عنه بالاجماع: دخلت على رقية بنت رسول الله زوجة عثمان وبيدها مشط فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من عندي آنفا رجلت شعره الحديث.
ومن المعلوم اجماعا وقولا واحدا أن رقية انما ماتت سنة ثلاث بعد فتح بدر، وأبو هريرة انما أسلم سنة سبع بعد فتح خيبر فأين كان عن رقية ومشطها يا أولي الألباب؟.
* * * واليك نموذجا من حديثه الخارج على قواعد العلم المشتقة من صلب الدين ألا وهو قوله: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله في بعث فقال: أن وجدتم فلانا وفلانا