* نشأته وإسلامه وصحبته * نشأ في مسقط رأسه (اليمن) وشب ثمة حتى أناف على الثلاثين (1) جاهليا لا يستضئ بنور بصيرة ولا يقدح بزناد فهم، صعلوكا قد أخمله الدهر ويتيما أزرى به الفقر. يخدم هذا وذاك وتي وتلك مؤجرا نفسه بطعام بطنه (2) حافيا عاريا. راضيا بهذا الهوان، مطمئنا إليه كل الاطمئنان.
لكن لما أظهر الله أمر نبيه صلى الله عليه وآله في المدينة الطيبة بعد بدر وأحد والأحزاب وبعد اللتيا والتي. لم يكن لهذا البائس المسكين حينئذ مذهب عن باب رسول الله صلى الله عليه وآله فهاجر إليه بعد فتح خيبر فبايعه على الاسلام وكان ذلك سنة سبع للهجرة باتفاق أهل الأخبار.
أما صحبته فقد صرح أبو هريرة - في حديث أخرجه البخاري (3) - بأنها انما كانت ثلاث سنين.