وما زالت الصفة موطن أبي هريرة الذي يطمئن إليه ليلا ونهارا، لا يأوي إلى ما سواها حتى ارتحل النبي صلى الله عليه وآله من هذه الدار الفانية ولحق بالرفيق الاعلى وقبل ذلك لم يقم أبو هريرة بشئ يعود عليه بشبع بطنه سوى القعود في طريق المارة ينزع إليهم بجوعه. لا تخفزه مهمة. ولا يذكر في حرب ولا في سلم، بلى ذكروا أنه فر من الزحف يوم مؤتة (1).
وزعم أنه كان في البعث الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله مع علي ببراءة إلى مكة وأنه نادى يوم الحج الأكبر حتى صحل صوته، وله في ذلك حديثان متناقضان متساقطان كما ستقف عليه في محله إن شاء الله تعالى.
وزعم أن النبي صلى الله عليه وآله وكله بحفظ زكاة رمضان في حديث طويل (2) سنورده في الأباطيل.
4 - * على عهد الخليفتين * ألممنا بأخبار الخليفتين، واستقرأنا ما كان على عهدهما، فلم نجد لأبي هريرة ثمة أثرا يذكر، سوى ان عمر بعثه واليا على البحرين سنة إحدى وعشرين (3). فلما كانت سنة ثلاث وعشرين وعزله وولى عثمان بن أبي العاص