العلاء بعنان فرسه فسار على وجه الماء! وسار الجيش وراءه (قال أبو هريرة) فوالله ما ابتل لنا قدم ولا خف ولا حافر! ومنها: حديثه عن مزودة المبارك إذ كان فيه تميرات طعم منها الجيش كله حتى شبع والتميرات على حالها فكانت معاشه مدة أيامه على عهد النبي صلى الله عليه وآله وأبي بكر وعمر وعثمان، حتى كانت مأساة هذا المزود الكريم في طي مأساة عثمان، إذا انتهب مع ما انتهب في تلك المحنة ومنها: حديثه عن داود إذ خفف القرآن عليه فكان يقرؤه كله في وقت لا يسع قراءته كان - فيما زعم أبو هريرة يأمر بدابته فتسرح فيقرأ القرآن قبل أن تسرج، فهل هذا إلا كقول القائل: كان يضع الدنيا على سعتها في البيضة على ضيقها؟
* * * ومنها: أحاديث تناول فيها الحق تبارك وتعالى فصوره في اشكال تعالى الله عز وجل عنها علوا كبيرا.
كحديثه في أن الله خلق آدم على صورته، طوله ستون ذراعا في سبعة أذرع عرضا. وقد تطور فيه. فتارة رواه كما سمعت. وتارة بلفظ: إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فان الله خلق آدم على صورته. ومرة بلفظ: إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فان الله خلق آدم على صورته، ومرة رواه بلفظ: خلق آدم على صورة الرحمان.
وهذا افتتان في خيال طريف في تصوير الله تعالى وآدم ضمنه أدبا بارعا وتعاليم إن ننسبها إلى الدين الاسلامي نجد فيها إغرابا يثير فينا الضحك والبكاء في آن واحد.
وحديثه في أن الله تعالى يأتي هذه الأمة يوم القيامة في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا