أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٦
فأحرقوهما بالنار (قال) ثم قال لنا حين أردنا الخروج: أني أمرتكم أن تحرقوهما وان النار لا يعذب بها إلا الله تعالى فان وجدتموهما فاقتلوهما أه‍.
وهذا من النسخ قبل حضور وقت العمل، وهو محال على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله.
ورب حديث له خارج على العقل كحديثه عن داود وقراءته القرآن بأجمعه في لحظة لا تسع اسراج الدابة كما سمعت.
وله أحاديث خيالية أوردنا منها ستة في ختام الأربعين من حديثه في الفصل 11 لتكون نموذجا لسائر ما كان من نوعها.
* * * أما ما تزلف به إلى بني أمية وأعوانهم أو إلى الرأي العام في تلك الأيام فكثير أوردنا منه طائفة في الفصل 5 والفصل 7 والفصل 9 وستجدها على أنواعها مختلفة، فأمعن فيها متحررا متجردا تجده جائعا يريد أن يشبع من الحديث، ويريد أن يشبع خياله من الحياة كما يراها الرجل الجائع وهو - بعدئذ - يعترف انه موطئ الاقدام في عصر حقره وأجاعه، ثم قذفه إلى عصر أشبعه من أجل صناعة الأحاديث، أفيجوز أن نجعله بعد كل هذا حجة؟ نلقي إليه بازمة عقولنا وعقائدنا من غير نظر نختاره لهذه العقول والعقائد؟
فان صح هذا عقلا وشرعا فليمض أبو هريرة ومن إليه في حرمهم الذي بنته السياسة ووضعته بين التقاليد والمواريث.
وان صح عماية التقاليد والمواريث منشأ لفرقة، أو مثارا لخلاف فلتبق حتى يأذن الصبح، إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»