بالعلماء. والعظماء. والصديقين، والصالحين، من أصحابه صلى الله عليه وآله ومن عترته التي أنزلها منزلة الكتاب وجعلها قدوة لأولي الألباب.
وعلى هذا فقد اتفقنا في النتيجة وان قضى الالتواء في المقدمات شيئا من الخلاف، فان الجمهور إنما يعفون أبا هريرة، وسمرة بن جندب، والمغيرة، ومعاوية، وابن العاص، ومروان، وأمثالهم تقديسا لرسول الله ولسنته صلى الله عليه وآله شأن الأحرار في عقولهم ممن فهم الحقيقة من التقديس والتعظيم.
وبديهي - بعد - أن تكذيب كل من يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا خارجا عن طاقة التصديق أولى بتعظيم النبي وتنزيهه وأجرى مع المنطق العلمي الذي يريده صلى الله عليه وآله لرواد الشريعة ورواد العلم من أمته. وقد أنذر صلى الله عليه وآله بكثرة الكذابة عليه وتوعدهم بتبوء مقاعدهم من النار فأطلق القول بالوعيد.
وإني أنشر هذه الدراسة في كتابي هذا - أبو هريرة - مخلصا للحق في تمحيص السنة وتنزيهها في ذاتها المقدسة وفي نسبتها لقدسي النبي الحكيم العظيم (وما ينطق عن الهوى).
وللحق في سلامة التفكير وصدق النظر.
وللحق في قواعد العلم والعقل التي تأبى احترام كذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله فتعفيه من الجرح لأنه صحب رسول الله!! وتأبى كل الاباء ان تخضع لروايته (مغلولين مفلولين) فيما يمس السنة النبوية وهي أولى بالتنزيه والتقديس لأنها رسالته إلى العالمين وبقيته الباقية إلى يوم الدين.
وليس لاحد أن يتقبض أو تنقبض نفسه بعد أن نقدم له كتابنا هذا وفيه صفايا ما عندنا من هذه الدراسة، ونحن نكرم الفكر نفسه ونرفعه عن أن يهون فيسف إلى حياطة الخرافة وإحاطتها بسور من قدس موهوم (له باب ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب).