تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٥٠
أكثر من مليوني سميع مطيع وان ملايين من الربيات تجيؤه من المؤمنين في الهند وإيران ليصرفها في سبيل البر والاحسان، وانه مع ذلك يعيش زاهدا متقشفا ولا يبذل مما يجيؤه روبية واحدة في غير سبيلها، أكبرت الرجل أيما اكبار ووددت لو أن في رؤسائنا الدينيين الذين يرفلون بالأرجوان ولا يندر في أعمالهم غير الاحسان بضعة رجال أمثاله. انتهى.
هكذا يحدثنا الأستاذ " امين " عن الامام، وهكذا يصور لنا شخصيته الفذة كما يشاء الحق ويفرضه البحث وتقتضيه نزاهة الضمير، وكم للأستاذ الريحاني في هذا من نظير، فقد كان كثيرا ما يجتمع بخدمته المستشرقون والباحثون يسألونه عن مسائل استعصت عليهم وأعياهم حلها فيجيبهم على الفور بالبرهان الساطع والدليل المقنع فينقلبون إلى أهلهم وكلهم لسان شكر وكلمة اكبار يشيدون بذكره ويرتلون آيات حمده، وكثيرا ما كانوا يندهشون حينما يرون تبسطه في الحديث واتيانه بالشواهد التأريخية المتوفرة عن بحث مبهم غامض قضوا العمر الطويل في البحث عنه ولم يجدهم البحث.
وبالجملة كان الامام الفقيد مرجعا عظيما يخضع لحكمه المسلمون وغيرهم سواء في الشرق أو في الغرب، وكان إماما مقدما على من سواه من العلماء المعاصرين في الفقه وأصوله والتفسير والحديث والرجال وغير ذلك من الفنون الاسلامية.
وكان يضرب في علمه المثل في حياة أستاذه الامام السيد محمد حسن الشيرازي، وقد كلف الامام الشيرازي مرة فقيدنا المترجم أن يحقق بعض المسائل العلمية المشكلة، فأجاب وكتب رسالة في تحقيق ذلك وعرضها على أستاذه وما أكمل قراءتها حتى رفع يديه في الدعاء له ثم قال: إذا مت اليوم أموت مرتاح الضمير فقد وجد في تلامذتي من يعيد لي تحقيقه تحقيق المحقق البهبهاني،
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست