تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٢٩
أدبه:
أما الأدب العربي فقد كان جذيله المحكك وعذيقه المرحب، صحيح النقد فيه صائب الفكر ثاقب الروية. غير أن الذي كانت تطمح إليه نفسه من نظم القريظ لم يكن ميسورا له لانصرافه عن النظم إلى العلم منذ نعومة ظفره إلى منتهى عمره، والميسور له منه كان مما لا يعجبه ولا يرضاه لنفسه، فان همته رفيعة المناط قصية المرمى تأبى عليه الا السبق في كل مضمار، لذلك لم يؤثر عنه من النظم شئ.
وكان في هذا كالخليل بن أحمد، إذ كان أروى الناس للشعر ولا يقول بيتا، فقيل له: مالك لا تقول الشعر؟ قال: الذي أريده لا أجده والذي أجده منه لا أريده.
وكذلك كان الأصمعي مع علو مكانه في الأدب، وقد قيل له: ما يمنعك من قول الشعر؟ قال: يمنعني منه نظري لجيده 1).
مؤلفاته:
كان أعلى الله مقامه ممن لهم الميزة الظاهرة والغرة والواضحة في التأليف، جمع فيه بين الاكثار والتحقيق، كتب في مواضيع مختلفة من علوم شتى، وما منها الا غزير المادة جزيل المباحث سديد المناهج مطرد التنسيق، واليك ما يحضرني من ذلك:
(أصول الدين) 1) كتاب الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية: -

1) نقل هذا عن الخليل والأصمعي ابن عبد ربه في باب رواة الشعر في الجزء الثالث من عقده الفريد.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست