تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٤٠
ثروة طائلة. ومن جد وجد.
تضمنت مكتبته من نوادر الاسفار المخطوطة ما لا يوجد في أكثر المكاتب الحافلة، وربما كان فيها من الكتب القيمة ما لا يوجد في سواها. وبهذا رنت في الأقطار وذهب سمعها في الناس، فذكرها المتتبع البحاثة جرجي زيدان في طليعة مكاتب العراق حيث استقصى تلك المكاتب في كتابه تأريخ آداب اللغة العربية 1).
وعنى السيد بهذه المكتبة فألف لها فهرسا أسماه " الإبانة عن كتب الخزانة " رتبه أحسن ترتيب ووصف فيه الكتب فصورها ببراعته تصويرا كما بيناه عند ذكر الإبانة من مؤلفاته وله بها عناية أخرى فوق العنايات حيث تتبعها مطالعة واستقرأها مراجعة وأوسعها إحاطة وتقصيا كما أشرنا إليه فيما تقدم من هذه الترجمة.
قال الثقة الثبت العلامة تلميذه وابن شقيقته الشيخ مرتضى آل ياسين أثناء ترجمته (2: لقد كنت أسمع عن السيد المؤلف زمان كان شابا قوي العضلات أنه كان لا يكاد ينام الليل في سبيل تحصيله كما أنه لا يعرف القيلولة في النهار، ولكني بدل أن أسمع ذلك عنه في زمن شبيبته فقد شاهدت ذلك منه بأم عيني في زمن شيخوخته، وان مكتبته التي يأوي إليه الليل والنهار ويجلس هناك بيمناه القلم وبيسراه القرطاس لهي الشاهد الفذ بأن عيني صاحبها المفتوحين في الليل لا يطبق أجفانها الكرى في النهار، وان جاءها الكرى فإنما يجيؤها حثاثا لا يكاد يلبث حتى يزول الخ.

1) راجع ص 120 من جزئه الرابع.
2) المنتشرة بالطبع في فاتحة كتاب الشيعة وفنون الاسلام.
(٤٠)
مفاتيح البحث: دولة العراق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست