يومنا هذا شرعة وراد المعارف الإلهية ونجعة رواد العلوم والفنون كلها وعاصمة الدين الاسلامي والمذهب الامامي والجامعة العظمى تشد إليها الرحال، والمتجرة 1) الكبرى تركب إليها ظهور الآمال، راجت فيها أسواق العلوم عقلية ونقلية تخرج منها الألوف المؤلفة من أساطين العلماء الذين ملأوا الدنيا علما وهديا، فانتشروا في الأرض انتشار الكواكب في السماء مبشرين ومنذرين على سنن الأنبياء من بني إسرائيل.
وكان السيد من كواكبهم اللامعة ومصابيحهم الساطعة، ارتحل إليها بأمر والده سنة 1290 متأهبا متلببا لبلوغ الكمال في علومه حاسرا في ذلك عن ساعد الجد قائما فيه على ساق الاجتهاد، فأكب على فقه الأئمة من أهل البيت وأصولهم وسائر علومهم عليهم السلام يأخذها عن شيوخ الاسلام في تلك الأيام.
ووقف في علمي الحكمة والكلام على المولى محمد باقر الشكي، فلما لحق الشكي بدار النعيم أكمل العلمين على المولى الشيخ محمد تقي الكلبايكاني والشيخ عبد النبي الطبرسي.
ولم يزل عاكفا في النجف على الاشتغال مجدا في تحصيل الكمال جادا في أخذ العلوم عن أفواه الرجال قائما في الاستفادة والإفادة على ساق مدرسا ومؤلفا ومحاضرا ومناظرا حتى ارتحل إلى سامراء، وقد نوه شيوخ الاسلام أساتذته باسمه وأشادوا بفضله مصرحين بعروجه إلى أوج الاجتهاد وقدرته على استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية، فانصرف عنهما مفلحا منجحا.
والحمد لله رب العالمين.