وأحمد بن محمد بن عيسى وغيرهم من الأعاظم " الخ (1).
وفى الفضل بن شاذان ذكر - أعلى الله مقامه - ما يدل على ذلك فإنه ذكر في ترجمته أحوال البخاري وانتقاله من بلد إلى بلد وفى كل منها يأخذ عنه المحدثون ولا يمنعهم الحسد له لفضله وزيادة علمه وحافظته بل يكثرون من الاخذ ويزدادون حتى " ازدحم عليه المحدثون في سمرقند أكثر من مائة الف محدث وكان يحدثهم على المنبر حتى حسده مشايخ سمرقند ثم جاء إلى نيشابور في أيام الفضل بن شاذان فاجتمع عليه من المحدثين قريب من ثلثمائة الف محدث " الخ (2).
ودلالة هذا على ما ذكر واضح فان اخذ الجماعة للرواية من الشيخ فضلا عن الكثير وفضلا عن الأكثر من الامارات والدلائل على الاعتناء بالشيخ وحسن ظنهم به بل والاعتماد عليه في الجملة والا لم يأخذوا منه ولم يتحملوا عنه ولا احتملوا مشقة ذلك وهكذا كما زاد الاخذ والاخذ قويت الدلالة على المدح وحسن الحال وحينئذ فلا يقال إنه ليس فيما ذكر في الفضل دلالة على المقام (كما وقع من بعض مشايخنا) (3) لما عرفت من ظهور الدلالة وإن كان ما دل غير متعلق بخصوص الفضل ولكن ذكر في ترجمته وإن كان متعلقا بأحوال غيره.