وجلالته " (1) ومن الواضح ان المستفاد منه ان الباعث لرواية الجماعات والداعي لهم هو عظمته في الطائفة وكونه ثقة جليلا فيهم وهذا غير ما نحن فيه من كون رواية الجماعة من امارات المدح والاعتماد وان المدح أو الاعتماد انما أخذناه من تلك الامارات لا ان الباعث والداعي للاخذ منه هو الاعتماد والوثاقة المحققة لهم من خارج فلذلك أخذوا عنه وأكثروا كما في الترجمة على ما في (النجاشي) فهي أجنبية عن المقام مع أن الجماعة المذكورة امارة غير الجماعات المذكورة في الترجمة.
(وقد يجاب) بان الظاهر من الكلام ثبوت نوع ارتباط وتلازم بين روايات الجماعات والأمور المذكورة فإذا لم تعلم الأمور المذكورة وعلم روايات الجماعات كان امارة للأمور المذكورة.
(فان قلت) روايات الجماعات غير رواية الجماعة وكون الأولى امارة لا يستلزم كون الثانية كذلك (قلت) رواية جماعة من أصحابنا وان لم يساو رواية الجماعات ضرورة لكنه دال على تلك الأمور في الجملة جزما وليس هو بخال عنها أصلا بل هو إمارة بالنسبة إلى مفاده وما يقتضيه وضعه وهذا معنى قوله - أعلى الله مقامه -: " ويظهر مما سيذكر في عبد الله بن سنان " واما محمد بن سنان فإنه - أعلى الله مقامه - ذكر فيه كلاما طويلا واختار وثاقته وجلالته وانه من أهل الاسرار وقال في جملة كلامه:
" ومما يشير إلى الاعتماد عليه وقوته كونه كثير الرواية، ومقبولها وسديدها وسليمها ورواية كثير من الأصحاب عنه، سيما مثل الحسين ابن سعيد والحسن بن محبوب ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب