فان ذلك يفيد اعتماد عليه، وإلا لكان الطرح من جهته أيضا وهو خلاف ما فرض من كون الطرح من غير جهته وقد يقال " في السابقة " بان ترك رواية الثقة أو الجليل أو تأول محتجا بروايته ومرجحا لها عليها لا يدل على كون الراوي ثقة فضلا عن كونه أوثق إذ لعل رجحان الرواية والعمل بها انما كان لأمور أخر خارجة عن الراوي توجب العمل بها وتقديمها كشهرة عظيمة فتوائية واجماعات محكية على ذلك الحكم الذي تضمنته تلك الرواية فان ذلك موجب للعمل بالرواية وان لم تحرز وثاقة الراوي بل واحرز عدمها على الأظهر الأشهر بل لعل الكل عليه إلا من شذ وندر بل صرح (المصنف) في فوائده الأصولية (1) بان كل من قال بحجية الخبر قال بحجية الخبر الضعيف المجبور بالشهرة.
(والحاصل) فمجرد التقديم لا يدل على ما نحن فيه من الوثاقة بل ولا على المدح ويمكن الجواب بان الغرض ان التقديم بمجرده لو خلينا ونفسه ومع قطع النظر عن غيره من الامارات - لو كانت - هو من الامارات لا مطلقا حتى مع لحاظ غيره من ساير الامارات ولعل الامر بالتأمل إشارة إلى ذلك أيضا وإن كان بالنسبة إلى هذا الأخير بعيدا والله أعلم.
(قوله أعلى الله مقامه):
ومنها كونه كثير الرواية وهو موجب للعمل بروايته مع عدم الطعن عند الشهيد، الخ.
لا اشكال ولا ريب في إفادة كونه كثير الرواية مدحا ما بل ومدحا معتدا به لدلالته على علمه ومعرفته وزيادة بصيرته بل لو كان كثير