رجال الخاقاني - الشيخ علي الخاقاني - الصفحة ٢٩٤
(قوله أعلى الله مقامه):
وإذا لم تظهر صحتها ولافسادها فهو أيضا من القوي.
فيه ان كونه قويا ككونه حسنا أو صحيحا أو موثقا من الاصطلاح البحت للمتأخرين في تقسيم الاخبار الذي أحدثه العلامة وشيخه ابن طاووس وهو معلق على موضوع واقعي ككون الراوي اماميا فيكون كذا وغير إمامي فيكون كذا وهو في الفرض غير محرز لفرض الاشتباه وعدم العلم فمن أين يثبت كونه قويا؟ والحال انه مختص بحسب الاصطلاح بالممدوح غير الامامي وهو غير معلوم فكيف نرتب عليه آثاره ونعمل به لو قلنا بحجيته ونقدمه أو نرجحه أو نرجح غيره عليه في مقام الترجيح عند المعارضة بغيره الذي هو أقوى أو أضعف وكل هذا وغيره من احكام ذلك المجهول موقوف على ثبوته والعلم به المنتفى بالفرق (نعم) يثبت الحكم المشترك والقدر المتيقن اما غيره فلا كما هو واضح ولعل هذا هو المراد له لوضوح كون القوي أسوأ حالا من الحسن فهذا المجهول اما من الحسن الذي هو الامامي الممدوح في الجملة أو مما هو أضعف منه وأقل درجة وهو القوى الذي هو غير الامامي وممدوح في الجملة فمرتبته في الحقيقة متيقنة فهو ان لم يكن من القوى فهو في حكمه لحصول المدح لهذا المجهول على كل تقدير فهو حسن في الجملة فلو قلنا باعتبار الحسن مطلقا أخذنا به ولعل هذا مرادهم من عده حسنا على ما نقله عنهم بعد هذا حيث قال: " ولكن نراهم بمجرد ورود المدح يعدونه حسنا " إذ كونه حسنا في الجملة متيقن فهذا المتيقن هو المقصود لهم لا خصوص الحسن المقابل للقوي في الاصطلاح إذ هو
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»