فيستنهضون السبب ويجعلونه ويجتهدون " (1) وهو حسن جيد ويشهد له التتبع ومثل المقام غيره مما وقع فيه الخلاف (أو يقال) بالقبول لو كان متعلق الشهادة بنفس المسبب، كالصحة والبطلان والطهارة من الحدث أو الخبث والنجاسة إلى غير ذلك دون ما لو كان بنفس السبب كالرضاع وشبهه لحصول الاختلاف فيه فلا بد من التفصيل دون الأول إذ لا خلاف فيه وانما الخلاف في سببه والأقوى هو الأول، والله أعلم.
(قوله أعلى الله مقامه):
وأيضا لو أراد العدالة عنده كأن يقول ثقة عندي حذرا من التدليس والعادل لا يدلس مع أن رويتهم كذلك فتأمل.
لا يخفى ان التدليس انما يتم لو كان للفظ ظهور ويراد خلافه من دون قرينة تدل عليه اما مع عدم الظهور أصلا بل تردد اللفظ بين معاني عديدة فهو كالمجمل أو منه وحينئذ فلا تدليس هذا إذا لم يعلم رأى المعدل ماذا، أما لو علم فاللازم حمل اللفظ عليه إذ هو الغرض والثمرة كما عرفت، وحينئذ فلا تدليس أيضا (فدعوى) التدليس الموجب للحمل على الأكمل أو على الواقع المعتبر شرعا (في محل المنع) ولعل الأمر بالتأمل إشارة إلى ذلك والله أعلم.