عصر من ثقتهم وضبطهم وورعهم زيادة على العدالة، وانما يتوقف على التزكية غير هؤلاء [من الرواة الذين لم يشتهروا بذلك، ككثير ممن سبق على هؤلاء، وهم طرق الأحاديث المدونة في الكتب غالبا] (1) - انتهى (2) وهو كلام جيد جدا يظهر صدقه بالتتبع.
والجماعة الذين تأخروا عن زمان الشهيد الثاني إلى زماننا هذا أيضا كذلك بل بعضهم أوثق من بعض المتقدمين عليه - فليفهم.
وروي عدة أحاديث في مدح الشيعة الذين يكونون في زمن الغيبة كما يأتي.
(الرابعة) قال ابن إدريس في آخر السرائر: لا ينبغي لمن استدرك على من سلف أو سبق إلى بعض الأشياء أن يرى لنفسه الفضل عليهم، لانهم إنما زلوا حيث زلوا لأجل انهم كدوا أفكارهم وشغلوا زمانهم في غيره ثم صاروا إلى الشئ الذي زلوا فيه بقلوب قد كلت ونفوس قد سئمت وأوقات ضيقة ومن جاء بعدهم قد استفاد منهم ما استخرجوه ووقف على ما أظهروه من غير كد ولا كلفة، وحصلت له بذلك رياضة واكتسب قوة، فليس بعجب إذا صار إلى حيث زل فيه من تقدم، وهو موفور القوى متسع الزمان لم يلحقه ملل ولا خامره ضجر أن يلحظ ما لم يلحظوه ويتأمل ما لم يتأملوه، ولذلك زاد المتأخرون على المتقدمين، ولهذا كثرت العلوم بكثرة الرجال