1073 - وعزمت على المجاورة به والإقامة فيه رأيت في المنام كأن رجلا عليه آثار الصلاح يقول لي: لأي شئ لا تؤلف كتابا تسميه أمل الآمل في علماء جبل عامل؟ فقلت له: إني لا أعرفهم كلهم ولا أعرف مؤلفاتهم وأحوالهم كلها. فقال: انك تقدر على تتبعها واستخراجها من مظانها.
ثم انتبهت وتعجبت من هذا المنام وفكرت في أن هذا بعيد من وساوس الشيطان ومن تخيلات النفس، ولم يكن خطر ببالي هذا الفكر من قبل أصلا فلم التفت إلى هذا المنام، فإنه ليس بحجة شرعا ولا هو مرجح لفعل شئ أو تركه، فلم أعمل به مدة أربع وعشرين سنة لعدم الاهتمام بالمنام وللاشتغال بأشغال أخر. ثم خطر ببالي أن أفعل ذلك لأسباب كثيرة أشرت إلى بعضها في المقدمات ".
ويقول المؤلف في الأسباب التي دعته إلى جمع وتأليف الكتاب في مقدمته:
" قد خطر في خاطري وبالي، ومر بفكري وخيالي أن أجمع علماء جبل عامل ومؤلفاتهم وباقي علمائنا المتأخرين ومصنفاتهم، إذ لم أجدهم مجموعين في كتاب، وان وجد بعضهم في كتب الأصحاب ".
ويأتي بعد معرفة السبب في تأليف الكتاب دور السؤال عن السبب الذي حدى الحر إلى تقديم علماء جبل عامل على سائر العلماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي وذكر كل من الصنفين في قسم خاص به؟ فيضع المؤلف فائدة من فوائد المقدمة - وهي الفائدة السابعة - للإجابة على هذا السؤال.
وملخص الأسباب هو: قضاء حق الوطن، ودخول جبل عامل في الأرض المقدسة أو الاتصال بها، وأقدمية تشيع أهالي جبل عامل بالنسبة إلى غيرهم، وكونها بلاد مباركة، وكون طائف قطعة منها، وكثرة من