مجتهد بهذا المعنى " (1) ومعنى هذا أن المجتهد الأصولي يؤخذ بأقواله وفتاواه كما يؤخذ بأقوال وفتاوى المجتهد الاخباري على حد سواء، ولو كانا مختلفين بعض الاختلاف في طريق استنباط الأحكام الشرعية من الأحاديث المروية عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام.
ومترجمنا الشيخ الحر العاملي كان أخباريا صرفا في اتجاهه الفقهي ولكن لم يكن متطرفا يشنع على الأصوليين كالمولى الأمين الاسترآبادي، ولهذا نراه يذكر في كتبه - وخاصة في الوسائل وأمل الآمل - أعلام الفريقين بكل تجلة واحترام، ولا يحط من مرتبة أي واحد لسبب اتجاهه الخاص في الفقه - إذا صح هذا التعبير.
يقول السيد الخونساري:
" نعم إن من جملة المسلميات عن الرجلين جميعا - يعني الحر العاملي والشيخ يوسف البحراني - كونهما في غاية سلامة النفس وجلالة القدر ومتانة الرأي ورزانة الطبع والبراءة من التصلب في الطريقة والتعصب على غير الحق والحقيقة والملازمة في الفقه والفتوى لجادة المشهور من العلماء والمرازنة للصدق والتقوى في مقام المعاملة مع كل من هؤلاء وهؤلاء والتسمية لجماعة المجتهدين في غاية التعظيم ونهاية التكريم والموافقة لسبكهم السليم " (2) وبالرغم من أن صاحب القوانين أصولي كبير نراه يدافع عن شيخنا المترجم أشد الدفاع حيث يقول:
" والقول بإخراج الأخباريين عن زمرة العلماء أيضا شطط من الكلام، فهل تجد من نفسك الرخصة في أن تقول: مثل الشيخ الفاضل