الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٩٤
وقال السيد عقيبه: (والآن، فقد ظهر أن الذي يفتى به ويجاب عنه، على سبيل ما حفظ من كلام العلماء المتقدمين (1))، انتهى.
وقد كشف لك بذلك: بعض الحال، وبقي الباقي في الخيال.، وإنما يتنبه لهذا المقال، من عرف الرجال بالحق، وينكره، من عرف الحق بالرجال (2).
وجوز الأكثر: العمل به - أي بالخبر الضعيف -.، في نحو: القصص، والمواعظ، وفضائل الأعمال.، لا في نحو: صفات الله المتعال، وأحكام الحلال والحرام.
وهو حسن: حيث لا يبلغ الضعف، حد الوضع والاختلاق، لما اشتهر بين العلماء المحققين، من التساهل بأدلة السنن، وليس في المواعظ والقصص غير محض الخير.
لما ورد عن النبي (ص) - من طريق الخاصة والعامة - أنه قال: (من بلغه عن الله تعالى فضيلة "، فأخذها وعمل بما فيها، إيمانا " بالله ورجاء ثوابه، أعطاه الله تعالى ذلك، وإن لم يكن كذلك) (3).
وروي هشام بن سالم - في الحسن (4) - عن أبي عبد الله (ع) قال: (من سمع شيئا " من الثواب على شئ، فصنعه، كان له أجر، وإن لم يكن على ما بلغه) (5).

(١) وقد علق المددي هنا بقوله: إن كتاب (البهجة لثمرة المهجة)، لم يصل إلينا.، ولكن السيد ابن طاووس، ذكر هذا الكلام بعينه، في كتابه: (كشف المحجة لثمرة المهجة): ص ١٢٧، المطبوع في النجف الأشرف.
(٢) هذه العبارة فيما يبدو: مستلهمة من قول أمير المؤمنين عليه السلام: (يا حار... إنه ملبوس عليك، إن الحق لا يعرف بالرجال: فاعرف الحق، تعرف أهله)، وهذا من التضمين الجميل: ينظر: البيان والتبيين للجاحظ: ٣ / ١٣٦.
(٣) ينظر: عدة الداعي: ص ٤.
(٤) وقد علق المددي هنا بقوله: وصفه بالحسن.، باعتبار ان الكليني رواه.، باسناد فيه إبراهيم بن هاشم، وهو إمامي ممدوح: إلا أن البر في رواه المحاسن ص ٢٥ -: بسند صحيح عن هشام بن سالم، مع اختلاف يسير في الألفاظ.
وقال السيد ابن طاووس: ووجدنا هذا الحديث، في أصل هشام بن سالم، رواه عن الصادق عليه السلام.، ينظر: البحار: ٢ / ٢٥٦.
(٥) ينظر: الأصول من الكافي: ٢ / ٨٧، وعدة الداعي: ص ٣، والبحار: ٢ / ٢٥٦، وجامع أحاديث الشيعة: ج ١، المقدمات، الباب 9.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»