الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢١٧
الحقل الثاني في: المراد بالتمييز (1) - 1 - والمراد بالتمييز هنا: أن يفرق بين الحديث - الذي هو بصدد روايته - وغيره (2).، إن سمعه في أصل مصحح.
وإلا، اعتبر مع ذلك: ضبطه (3).
- 2 - وفسره بعضهم: بفرقه بين البقرة والدابة والحمار (4)، واشتباه ذلك (5).، بحيث يميز:

(١) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة ٥٥، لوحة أ، سطر ١٣.، ولا، الرضوية.
(٢) وقال الدكتور صبحي: (وشرط العقل يرادف عند المحدثين: مقدرة الراوي على التمييز.، فيندرج تحته: البالغ تحملا " وأداء، والصبي المميز تحملا " لا أداء.
فقد لوحظ في شرط العقل: البلوغ ضمنا ".، لان في وسع الصبي أن يتحمل الرواية، ولكنه لا يؤديها إلا بعد بلوغه).، (علوم الحديث ومصطلحه: ص ١٢٧).، وينظر: الكفاية: ص ٥٤.، وكذلك: ص ٥٦، ٧٦.
(٣) مر بيان المراد ب‍: (الضبط)، عن الشهيد الثاني نفسه (قدس).، في الباب الثاني: ص ٣٦، ٥٠.
ويقول الدكتور عتر: (... هذه الصفة.، تؤهل الراوي لان يروي الحديث كما سمعه.
ومراد المحدثين ب‍: (الضبط).، أن يكون الراوي: (متيقضا " غير مغفل، حافظا " إن حدث من حفظه، ضابطا " لكتابه إن حدث من كتابه.، وإن كان يحدث بالمعنى: اشترط فيه مع ذلك، أن يكون عالما " بما يحيل المعاني).
ويعرف كون الراوي ضابطا ".، بمقياس: قرره العلماء، واختبروا به ضبط الرواة.
وهو كما لخصه ابن الصلاح: (أن نعتبر - أي: نوازن - رواياته بروايات الثقات، المعروفين بالضبط والاتقان.
فإن وجدنا رواياته موافقة - ولو من حيث المعنى - لرواياتهم.، أو موافقة لها في الأغلب، والمخالفة نادرة.، عرفنا حينئذ: كونه ضابطا ".
وإن وجدناه كثير المخالفة لهم.، عرفنا: اختلال ضبطه، ولم نحتج بحديثه).، (منهج النقد في علوم الحديث:
ص. ٨).
وينظر: (الخلاصة في أصول الحديث: ص 89)، و (الباعث الحثيث ص 92)، و (وصول الأخيار: ص 187)، و (الفروق للقرافي: 1 / 22 - طبعة تونس -)، و (تدريب الراوي: ص 110).
(4) استعمال الشهيد الثاني (قدس): كلمة (فرقة) هنا.، هو من باب استعمال مصدر المجرد (فعل)، بمعنى مصدره المزيد (تفعيل).، أي: تفريق، من فرق - قال ابن كثير: (وقال بعضهم): (أن يفرق بين الدابة والحمار...).، (الباعث الحثيث: ص 108).
(5) كما نقل عن ابن الربيع: انه يذكر مجة مجها رسول الله في وجهه، كما سيأتي.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»