الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٠١
وعلى تقدير تصريحه بقصد التزكية، أو حمل الاطلاق عليها.، ينفع قوله مع ظهور عدم التعارض، وإنما يتحقق ظهوره، مع تعيينه بعد ذلك، والبحث عن حاله.، وإلا، فالاحتمال قائم كما مر.
النظر الثاني في: كفاية قولة الثقة (1) وذهب بعضهم إلى: الاكتفاء بذلك، ما لم يظهر المعارض أو الخلاف.، وقد ظهر ضعفه.
ومثله: (ما لو قال: كل من رويت عنه فهو ثقة، وإن لم أسمه.، ثم روى عمن لم يسمه، فإنه يكون مزكيا " له.، غير أنا لا نعمل بتزكيته هذه) (2)، كما قررناه (3).
النظر الثالث في: صحيحة العالم (4) وقول العالم: هذه الرواية صحيحة، في قوة الشهادة بتعديل رواتها.، فأولى بعدم الاكتفاء بذلك.
ولو روى العدل عن رجل سماه.، لم تجعل روايته عنه تعديلا " له، على القول الأصح، بطريق أولى.، لأنه يجوز أن يروي عن غير عدل.، وقد وقع من أكثر الأكابر، من الرواة والمصنفين ذلك.، خلافا " لشذوذ من المحدثين، ذهبوا إلى اقتضاء ذلك التعديل.
وكذا عمل العالم، المجتهد في الاحكام.، وفتياه لغيره، بفتوى على وفق حديث.، ليس حكما " منه بصحته.، ولا مخالفته له قدحا " فيه، ولا في رواية (5).

(١) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة ٥٠، لوحة ب، سطر ٦.، ولا الرضوية.
(٢) قال الخطيب: (وهكذا إذا قال العالم: كل من رويت عنه فهو ثقة.، وإن لم أسمه..، غير أنا لا نعمل على تزكيته).، (الكفاية: ص ٩٢).، وينظر: (مقدمة ابن الصلاح: ص 224).
(3) وفي الرضوية: ورقة 31، لوحة أ.، سطر 3: (لما قررناه).
(4) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 50، لوحة ب، سطر 8.، ولا الرضوية.
(5) وفي الرضوية: ورقة 31، لوحة أ.، سطر 9: (ولا في رواية).
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»